أجاب على هذا السؤال الشيخ :
محمد القحـطاني حفظه الله .
السؤال: جاء في الحديث أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى أهل النار وأهل الجنة، فما معناه؟
وهل يوجد أناس في الجنة أو في النار الآن؟
يجيب الشيخ
محمد: هذا مما أوحى الله به إلى نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمر الغيب، ومنهج
أهل السنة والجماعة ألا نعمل العقل فيما لا مجال للعقل فيه.
فهذه قاعدة يجب أن تتربى عليها الأمة، فإذا حوكمت النصوص الشرعية إلى عقول البشر، فمعنى هذا أننا نطالب بأن يكون علمنا كعلم الله، فالإيمان بالغيب أهم أمر ركزت عليه الشريعة، فهو ميزان ما بين المؤمن والكافر، كذلك أرسل الله إلينا رسولاً لا ينطق عن الهوى، وأيده بالمعجزات الباهرة، فحين قال لقريش: {
أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟
قالوا: نعم. ما جربنا عليك إلا صدقاً، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال: أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا}، ومن أعظم المعجزات القرآن الكريم، فمن قواعد
أهل السنة والجماعة الإيمان بالغيب، أما من ناحية الآخرة فلا شك أن القبر أول منازل الآخرة، وهو روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
وأما ما كشف للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المعذبين في النار، ومن أصحاب الجنة، فليس لي من إجابة إلا أن هذا من أمر الغيب.
إكمال للشيخ
سفر:
أهل السنة والجماعة يؤمنون بأن الجنة والنار مخلوقتان وموجودتان الآن، فإن كان إشكال السائل فيمن أخبر عنهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ممن قد مات، مثلما أخبر أنه رأى
عمرو بن لحي في النار أو غيره، فهذا ليس فيه استغراب أو استنكار، فهذا قد هلك، وقد رآه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأطلعه الله على ذلك، فلا إشكال.
وإن كان المقصود أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلة الإسراء رأى الجنة وأهلها والنار وأهلها، فإنما رأى الحالة التي سيكونون عليها كأكلة الربا، وأيضاً ليس هناك إشكال على قاعدة أن الله قادر على أن يري نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الحال التي لم تقع، كما هو قادر على أن يريه الحال التي قد وقعت، فالكل في قدرة الله سواء، والمقصود هو العبرة والاتعاظ مع كمال التصديق والتسليم.
والحمد لله رب العالمين.